** ركزنا على دور القطاع الخاص والشباب في العمل الإنساني إلى جانب قضايا الشراكة وتبادل المعلومات
** العمل الإنساني مسؤولية كبيرة وحاجة ضرورية ولا يمكن للأمم المتحدة أو أى منظمة أخرى أن تقوم به وحدها
** المؤتمر استهدف طرح أفكار وآليات العملية لتعزيز سبل الشراكة والخروج بنقاط عمل قابلة للتنفيذ على الأرض
دأبت الكويت على استضافة المؤتمرات الدولية الداعمة لمسيرة العمل الخيري والهادفة إلى تنسيق الجهود وإقامة الشراكات وتبادل التجارب والخبرات وبناء الجسور بين المنظمات الإنسانية الإسلامية ونظيراتها الدولية.
وجاء المؤتمر الرابع للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات (من أجل عمل إنساني أفضل: 17-19 سبتمبر 2013) برعاية نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد كواحد من الفعاليات الدولية المهمة التي استقطبت العديد من المنظمات الإسلامية والدولية لبحث شؤون العمل الإنساني في ظل العديد من الكوارث والنوازل التي تجتاح المنطقة، كأحداث سوريا، وفيضانات السودان وغيرها.
رئيس قطاع تنسيق الشراكة بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنيف خالد خليفة اعتبر أن انعقاد مؤتمر الشراكة للعام الثالث على التوالي في الكويت مؤشراً مهماً على نجاح الشراكة بين الأمم المتحدة والكويت، ودليل دامغ على أن الكويت تولى اهتماما كبيرا لأعمال الشراكة وتبادل الخبرات، وترجمة عملية على اهتمامها بفتح مجال للحوار بين المنظمات الإنسانية المختلفة وتوفير مساحة من العمل المشترك، مما جعل اسم المؤتمر يرتبط بدولة الكويت، كما ارتبط اسم الكويت بالمؤتمر، وأصبح له موقع مميز في أجندة العمل الانساني السنوي.
وحول الجديد في المؤتمر الرابع للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات قال خليفة: إن ورش العمل ركزت على دور القطاع الخاص والشباب في العمل الإنساني الى جانب العناوين الثابتة المتعلقة بالشراكة الفعالة وتبادل المعلومات، وهذه إضافة مهمة، لما للشباب من دور رئيس في العمل الإنساني، وتشجيعا لرجال الأعمال على الاضطلاع بمسؤولية مجتمعية اضافية.
حجم المشاركة
وعن حجم التمثيل والمشاركين في أعمال المؤتمر قال خليفة: إن المشاركين في جلسات المؤتمر 150 ممثلا لـ 70 منظمة من مختلف أنحاء العالم، ورؤساء منظمات عربية وغربية، و5 جهات غربية مانحة وهي المعونة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وهيئة المعونة السويسرية للتنمية وهيئة المعونة الأسترالية، وهيئة المعونة البريطانية، كما شارك في المؤتمر أكبر شبكتين للمنظمات غير الحكومية إحداهما امريكية وهي شبكة انتر أكشن وتضم 150 منظمة، والأخرى منظمة أجفا في جنيف وتضم 50 منظمة دولية، ومن العالم العربي والاسلامي شاركت في المؤتمر منظمات الإغاثة الإسلامية عبر العالم والهيئة الخيرية والعون المباشر وهيئة الإغاثة الاسلامية والهلال الأحمر الكويتي والقطري والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في الإمارات، والندوة العالمية للشباب المسلم وغيرها.
وردا على سؤال حول تقييمه للمؤتمر ومخرجاته قال خليفة لقد أصبح هناك تطور في طريقة العمل بين المنظمات العربية والدولية، وانعقاد المؤتمر بشكل سنوي يعد أحد المؤشرات على نجاح الشراكة، فمنذ 4 سنوات كنا نطارد ممثلي المنظمات المختلفة للمشاركة في أعمال المؤتمر، لكن الآن تبدل الحال وأصبح هناك إقبال على المؤتمر لم نستطع استيعابه، فاضطررنا إلى وضع شروط ومعايير صارمة للمشاركة، وهذا معناه أن المجتمع الإنساني أصبح أكثر أحتراما لقضية المشاركة، وأصبح المؤتمر منصة مهمة للحوار بين المنظمات المختلفة.
الشراكة عملية انتقائية طوعية
وأشار إلى أن الشراكة عملية انتقائية طوعية تدخل فيها المؤسسات بكامل إرادتها، ولا شك أن إقامة مثل هذه التحالفات من شأنه أن يصقل مهارات المؤسسات الإنسانية لدى اختيار الشريك المناسب، وعلى كل مؤسسة راغبة في الشراكة أن تأخذ بكل أسباب النجاح، والنجاح بالطبع مسؤولية الطرفين، وإذا فشلت التجربة فالطرفان غير مناسبين لموضوع الشراكة.
ومن ثمار الشراكة – كما يقول خليفة: إنها تعمل على توفير الموارد المالية من خلال تقاسم التكلفة بين الشركاء، وتوفير الجهد بالنظر إلى توزيع الأدوار، وعدم مضاعفة الجهود أو تكرارها، كما أنها تعود بالنفع على المستفيد، وتسهم في توسيع قاعدة المستفيدين، بل وزيادة الموارد المتاحة لهم، ولا شك أن مؤسستين أقوى في العمل من واحدة، وثلاثة أقوى من اثنتين وهكذا، والشراكة تؤدي إلى تنمية القوة التنفيذية للمؤسسات فيما يتعلق بالإمكانات البشرية والمادية وسرعة وآلية الوصول للمتضررين، والشراكة تعزز إمكانيات الوصول للشرائح المستهدفة، والهدف منها في النهاية تقديم خدمات للشعوب المتضررة، وليست خدمة المؤسسات.
العمل الإنساني مسؤولية كبيرة
ولفت إلى أن العمل الإنساني مسؤولية كبيرة وحاجة ضرورية ولا يمكن للأمم المتحدة أو أى منظمة أخرى أن تقوم به وحدها، خاصة في ظل الكوارث المستمرة التي تحتاج الى جهود مشتركة لتحسين سرعة الاستجابة الإنسانية وتخفيف معاناة المتضررين، مشيدا بالدور الذي يقوم به د.عبدالله المعتوق كمبعوث للأمين العام للشؤون الإنسانية وكذلك إدارتي الهيئة الخيرية وجمعية العون المباشر لجهودهم في خلق حالة من الزخم في عمل الأمم المتحدة بالكويت، مشددا على أهمية الزيارات الميدانية للدكتور المعتوق التي يقوم بها في تسليط الضوء على العمل الإنساني وتعزيز الثقة في نشاط الأمم المتحدة لدى المنظمات العربية والإسلامية وخاصة الخليجية.
واختتم حديثه قائلا: إن مؤتمر الشراكة يختلف عن المفهوم التقليدي للمؤتمرات المعتادة، فهو ليس منصة للخطب والكلام فقط، وإنما مزيج بين المؤتمر وورش العمل وطرح الأفكار والآليات العملية لتعزيز سبل الشراكة، والخروج بنقاط عمل، قابلة للتنفيذ على الأرض.